على أنقاض التسوية (2) ، التقرير الكامل لعام 2020

تقرير احصائي للشهداء والاغتيالات والاعتقالات في محافظة درعا لعام 2020

منذ اندلاع الثورة السورية في محافظة درعا في مارس / آذار 2011 وحتى اليوم مازالت قوافل الشهداء لا تتوقف، آلاف من الشهداء وأساليب مختلفة من القتل لم يسلم منها مدني أو عسكري، وطالت حتى الجنين في رحم أمه. منذ تأسيس مكتب توثيق الشهداء في درعا أعلن انحيازه التام نحو الثورة السورية وعمل على توثيق شهداء الثورة من عسكريين ومدنيين. عمل يومي وجهد كبير يقوم به المكتب في سبيل الاحتفاظ ببيانات شهداء درعا، فاستطاع المكتب المحافظة على حياديته للثورة والإنسان رغم كل ما طال الثورة من تحزبات وانقسامات، ورغم انحراف عدد من الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة في درعا، وارتكاب بعضها لمجازر بحق المدنيين والتورط في عمليات القصف العشوائي، إلا أن ذلك لم يمنع مكتب توثيق الشهداء في درعا من الاستمرار بتوثيق الشهداء ممن تتسبب هذه الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة باستشهادهم، بالإضافة لتوجيه الاتهامات لها مباشرة والمطالبة بمحاسبتهم.

افتتح مكتب توثيق الشهداء في درعا بداية العام 2015 موقعه الرسمي ليقدم من خلاله نتاج عمله اليومي وليبقى محتواه أرشيفا مازالت فصوله الأخيرة لم تكتب بعد، يمكنكم من خلال الموقع التعرف على هيكلية مكتب توثيق الشهداء في درعا وضوابط وثوابت عمل المكتب، والاطلاع على تقارير يومية توثق شهداء أيام هذا العام بالكامل، كما يمكنكم الاطلاع على تقارير شهرية ونصف شهرية، بالإضافة لتقارير المجازر التي شهدها هذا العام، وغيرها من التقارير التي توثق الأعوام الخمس الماضية بالكامل.

شهدت الثورة في محافظة درعا في النصف الثاني من العام 2018 سيطرة قوات النظام على كامل المحافظة، بعد انضمام الفصائل لما يسمى اتفاقية “التسوية”، توقفت العمليات العسكرية والقصف بشكل كامل، وتراجع عدد الشهداء والضحايا إلى الحد الأدنى منذ بدء الثورة السورية. وشهد العام 2020 استمرارا لسقوط الشهداء والضحايا وارتفاعا كبيرا جدا في وتيرة عمليات الاغتيال بالتزامن مع استمرار عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري للمدنيين ومقاتلي فصائل “التسوية” وأيضا للمنشقين المنضمين للاتفاقية، فاختار المكتب “عَلَى أنْقَاض التَّسْوِيَة (2)” كعنوان للتقرير السنوي الإحصائي، للشهداء والاغتيالات والاعتقالات في محافظة درعا خلال العام 2020 في استمرار للنسخة الأولى من التقرير في العام 2019. ليُضاف هذا التقرير لمجموعة تقارير “سنابلٌ مِنْ الدَّمِ” لعام 2015، و “هُدُوءُ المَوْتِ” لعام 2016، و “مَوَاكِبُ العِزِّ” لعام 2017، و “لَا فَنَاء لِثَائِر” لعام 2018، و ” عَلَى أنْقَاض التَّسْوِيَة ” لعام 2019.

يبلغ عدد شهداء محافظة درعا خلال العام 2020: 275 شهيد بما يشكل 1.7 % من اجمالي عدد الشهداء منذ انطلاق الثورة وبارتفاع نسبته 25 % عن اعداد الشهداء خلال العام الماضي 2019، من بين هذا العدد الإجمالي للشهداء، استشهد 26 أثناء تواجدهم خارج محافظة درعا، معظمهم أثناء الاشتباكات ضد قوات النظام في محافظات شمال غرب سوريا، حيث سيتم التطرق لهم ضمن فقرة في سياق هذا التقرير.

شكل الذكور ما نسبته 96.4 % من اجمالي عدد الشهداء، وكانت نسبه الأطفال بين الذكور 9.8 %، بينما كانت نسبة الإناث 0.7 % من إجمالي عدد الشهداء، ونسبه الطفلات بين الإناث 3 %.

شهد النصف الأول من العام ارتفاعا في أعداد الشهداء مقارنة بالنصف الثاني، نتيجة الاشتباكات التي شهدتها شمال سوريا بين قوات النظام وفصائل المعارضة واستشهاد العديد من أبناء محافظة درعا ضد قوات النظام، حيث بلغ عدد الشهداء بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس: 99 شهيد ما نسبته 36 % من عموم عدد الشهداء خلال العام.

تم توثيق استشهاد 26 شهيد من أبناء محافظة درعا، أثناء تواجدهم في 3 محافظات مختلفة، حيث كان العدد الأكبر من الشهداء في محافظة إدلب، معظمهم من المقاتلين الذين وصولوا إلى المحافظة ضمن عدة آلاف من المهجرين قسرا من محافظة درعا. بينما لا تتضمن هذه الأرقام الشهداء ممن قضى تحت التعذيب.

تم توثيق استشهاد 9 شهداء من أبناء المحافظات السورية الأخرى، أثناء تواجدهم في محافظة درعا، حيث كان العدد الأكبر من الشهداء من محافظة السويداء، توزع الشهداء من أبناء المحافظات الأخرى، أثناء تواجدهم في محافظة درعا.

في توثيق الشهداء من المنشقين عن جيش وقوات النظام وأفرعه الأمنية وأجهزته الشرطية المختلفة، استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق استشهاد 17 شهيدا من المنشقين برتبهم المختلفة، بينهم 15 شهيد تحت التعذيب وفي ظروف الاعتقال غير القانونية في سجون قوات النظام وذلك بعد تسليم أنفسهم وانضمامهم إلى “اتفاقية التسوية”، حيث استطاع المكتب إحصاء 5 رتب عسكرية وأمنية مختلفة للشهداء.

في توثيق الشهداء من العاملين في الإعلام كناشطين اعلاميين ضمن الهيئات والمؤسسات الإعلامية، وكناشطين مستقلين، ومراسلين ميدانيين، لم يوثق المكتب أي شهداء من العاملين الحاليين في الهيئات والمؤسسات الإعلامية خلال العام 2020، بينما وثق المكتب استشهاد 4 ناشطين إعلاميين سبق لهم العمل ضمن الهيئات والمؤسسات الإعلامية، وكناشطين مستقلين، ومراسلين ميدانيين وعسكريين قبل انضمامهم إلى “اتفاقية التسوية” في عام 2018.

رغم سيطرة قوات النظام على محافظة درعا بشكل كامل، ارتكبت قوات النظام مجزرة خلال عام 2020 بعد قصفها المدفعي لبلدة جلين في ريف درعا الغربي، بينما لم يشهد عام 2019 توثيق أي مجزرة في محافظة درعا.

وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا خلال العام 2020 ما مجموعه: 409 عملية ومحاولة اغتيال، أدت لمقتل 269 شخص وأصيب 102 آخرين، بينما نجى 38 شخص من محاولات اغتيالهم.

توزعت عمليات ومحاولات الاغتيال جغرافيا بشكل متباين للغاية، حيث وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا 218 عملية ومحاولة اغتيال في ريف درعا الغربي لوحده، ما نسبته 53.3 % من إجمالي العمليات والحوادث الموثقة، بينما بلغ العدد 107 في ريف درعا الشرقي ما نسبته 26.1 %، وفي مدينة درعا 84 ما نسبته 20.6 % من إجمالي العمليات والحوادث الموثقة.

شكلت عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري واحدة من أبرز الانتهاكات المستمرة التي ارتكبتها قوات النظام خلال العام 2020، وطالت كلًا من المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة السابقين ممن انضم إلى “اتفاقية التسوية”، حيث وثق قسم المعتقلين والمختطفين في مكتب توثيق الشهداء في درعا اعتقال قوات النظام لـ 751 شخص خلال العام 2020، بينهم 17 سيدة و 5 أطفال. تم الإفراج عن 201 معتقل منهم في وقت لاحق من العام، بينما توفي 3 منهم تحت التعذيب أو في ظروف الاعتقال غير القانونية في سجون قوات النظام. علمًا أن هذه الإحصائية لا تتضمن من تم اعتقالهم بهدف سوقهم للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام، حيث يقدر المكتب عددهم بعدة آلاف.


للاطلاع على التقرير الكامل

pdf

Back To Top