الشهيد الجَراح عيسى عجاج .. شهيد الجِراح

طبيب استشهد و حفظ اسمه بمشفى ميداني

الطبيب عيسى عبد الرحمن عجاج ، مواليد سحم الجولان عام 1965 ، حاصل على ماجستير في الجراحة العامة ، حافظ لكتاب الله ، من أشهر الجراحين في محافظة درعا .

 

يكتب شقيق الشهيد ، صراخ يعمّ المكان ، الوجوه مستنفرة ، وجوه تبكي و يبكي معها القمر ، و وجوه دامية تنتظر من يوقف النزيف عنها ، و تلك العيون التي تسأل إلى متى ؟! تنقل نظراتها إلى ذاك الرجل ، الطبيب ذو الرداء الأبيض ، الذي يتنقّل بينهم يخيط للجريح جرحه و ينتقل بعدها إلى المريض الآخر ، يحاول جاهدا أن يعالج جميع المرضى الذين يزداد عددهم كلما زاد بطش زبانية الأسد …. أقسم الطبيب عيسى ذلك القسم ، بأن يمارس مهنة الطب بشرف و ضمير محاولاً مساعدة الناس على الشفاء و بذل قصارى جهده في ذلك ، و قد فعل و أدى الأمانة .

نشط في المجال الطبي منذ انطلاق الثورة و لم يتوان لحظة واحدة عن تلبيه نداء الفزعة لأي مصاب أو مريض مهما كانت الظروف ، و كانت له نشاطات سياسية معارضة للنظام قبل الثورة حيث تم توقيفه عدة مرات أطولها تسع أشهر لمناهضته النظام ، و على أثرها تم فصله من مشفى درعا الوطني بقرار أمني .

لم يتوقف الطبيب عيسى بعد فصله و لم يعيقه ذلك من شيء ، بل استمر في معالجة الجرحى و مساندتهم في مدينة درعا ، و استمر النظام أيضا في ملاحقته ، و في ظل الثورة اعتقل الدكتور عيسى مرتين من قبل فرع المخابرات الجوية بمحافظة درعا و كانت التهم الموجهة إليه هي (علاج جرحى المظاهرات) و قد تعرض على أثرها للتعذيب الشديد .

عيسى عجاج 3

همته غلبت سياطهم ، تراه يخرج من اعتقال ليدخل في اعتقال آخر ، كل ذلك لأنه يستخدم علمه لله ، يضعه في مكانه الصحيح ، لا يستخدم شهادته التي طالما سهر و تعب للحصول عليها من أجل تسلق سلالم الدنيا ، و إنما مبتفاه الرفعة في جنّة الرّحمن .

يوم الجمعة 25 أيار 2012 التي سُمِّيَت جمعة /دمشق موعدنا القريب/ ، اعتقل مرة أخرى و كانت الأخيرة ، لبث في أقبيتهم تسعة عشر يوماً ، خرج و عليه آثار تعذيب و تم تهديده بالتصفية في حال استمر في نشاطه السياسي ، و على الرغم من ذلك رفض الطبيب أن يغادر محافظة درعا إلى الدول المجاورة … رفض عيش الرغد و الأمان و وطنه مكدّر يعيش حالة خوف و تعب ، رفض أمان الدنيا لأنه يطمح بسكينة الجنة و طيب المقام فيها … هكذا كانت إرادة عيسى … و هم يخافون من تلك القوّة الخفيّة التي يواجههم بها … يهابون نور الإيمان الساطع بعمله ، لذلك اغتالوه في صباح يوم السبت 31 آب 2012 لدى خروجه من منزله .

عيسى عجاج 1

رحل الطبيب عيسى و بانتظاره الكثير من المرضى ينتظرون طلته بابتسامته البيضاء ، رحل و هناك من سيذكر لمساته الحانية على جروحهم الساخنة … سيذكرون كلماته التي كانت ترياق آلامهم .


 

بعد استشهاد الطبيب عيسى عبد الرحمن عجاج ، تم تسمية المشفى الرئيسي في مدينة درعا باسمه لتحمل اسم (مشفى الشهيد الطبيب عيسى عجاج الميداني) و تعتبر المشفى أحد أهم المشافي الميدانية في محافظة درعا و تلقى الآلاف العلاج داخلها ، نسأل الله أن يكتب أجر القائمين عليها و أن يجعلها في ميزان حسناتهم و حسنات شهيدنا

مشفى عيسى عجاج

برومو تنسيقية درعا للشهيد الطبيب عيسى عجاج

https://www.youtube.com/watch?v=6zGZALhKX9Y

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top