“لقد محوا أحلام أطفالي” ورقة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية

التقرير يغطي حالة عدة محافظات بينها محافظة درعا

قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية ورقة جديدة إلى الدورة الثالثة و الأربعون لمجلس حقوق الإنسان ، استعرضت فيه حالة حقوق الإنسان التي تتطلب اهتمام المجلس بها ، تحت عنوان ”لقد محوا أحلام أطفالي“: حقوق الأطفال في الجمهورية العربية السورية . و من ضمنها عدة فقرات عن حالة حقوق الإنسان في محافظة درعا ، للإطلاع على التقرير ، الضغط هنا . جاء في التقرير فيما يتعلق بمحافظة درعا ما يلي :

الفقرة 27 – منذ بداية النزاع تحمَّل الأطفال داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة هجمات من المجموعات المسلحة والمنظمات الإرهابية أدت إلى العديد من وفيات الأطفال، وخاصة في محافظتي إدلب واللاذقية وكذلك في مدينتي حلب ودمشق. وقُتل كثير من هؤلاء الضحايا أثناء سيرهم إلى المدرسة أو عند تجمعهم في فناء المدرسة. وفي إحدى هذه الهجمات التي قامت بها المجموعات المسلحة يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر 2016 على مدرسة ذات النطاقين في مدينة درعا، قُتل ستة أطفال، أحدهم يبلغ من العمر خمسة سنوات وأصيب عشرون غيرهم، بمن فيهم طفلة مراهقة بُترت ساقها فوق الركبة فيما بعد.

الفقرة 38 – واستُخدم الأطفال أيضاً في مجموعة متنوعة من الأدوار غير المسلحة، بما في ذلك العمل كطهاة ومخبرين وحمالين. وعلى سبيل المثال، تم تجنيد صبي يبلغ 13 سنة في عام 2012 في أحد ألوية الجيش السوري الحر في درعا بعد توقف مدرسته عن العمل. وقبل إصابة هذا الصبي بإصابة خطيرة في عام 2013 كان الصبي يستخدم كحمال وكانت مهامه تشمل حمل المصابين والأدوية، وكذلك تجهيز الذخائر. وأوضح أعضاء المجموعات المسلحة الذين قابلتهم اللجنة أن القوات الحكومية كانت تستخدم ما يشبه ممارسات الميليشيات الموالية للحكومة في قتل الأطفال أو احتجازهم عند وقوعهم في الأسر.

الفقرة 45 – وتعرَّضت أعداد لا تحصى من المدرسين، الذين لا يمكن بدونهم أن يعمل النظام التعليمي بطريقة مجدية، للقتل والإصابة. وعلى مر السنوات، تم أيضاً خطف المدرسين واحتجازهم وطردهم من عملهم في محافظتي درعا والسويداء بسبب تصور انضمامهم إلى المجموعات المسلحة. وعندما استعادت القوات الحكومية في عام 2018 المناطق التي كانت تقع في الماضي تحت سيطرة المجموعات المسلحة هرب العديد من المدرسين خوفاً من الأعمال الانتقامية. ولذلك بقي أشخاص غير مؤهلين لتدريس التلاميذ الذين فقدوا بالفعل سنوات من التعليم. وبالإضافة إلى ذلك، أبلغ الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بصورة متسقة من اكتظاظ الفصول المدرسية في درعا بالتلاميذ في مختلف الأعمار والمستويات وحضورهم الدراسة معاً في المباني التي كان لا يزال ممكناً فتح فصول دراسية بها.

الفقرة 61 – وخضعت الفتيات في الاحتجاز للعنف الجنسي والجنساني لانتزاع المعلومات وإرغامهن على الاعتراف أو إرغامهن على تسليم أفراد الأسرة المشاركين في المعارضة. وفي عام 2013 في درعا على سبيل المثال، تعرضت طالبة شابة للاغتصاب في نقطة تفتيش لأن أخاها كان من مقاتلي المعارضة. وبعد ذلك، قام الجيش السوري الحر بوضع ترتيبات لتزويجها بشخص ما من أجل ”حماية شرفها“. وفي حالة أخرى، تعرضت فتاة تبلغ التاسعة من العمر للاغتصاب، وهي إبنة شخص يشتبه في انتمائه لمجموعة مسلحة، بعد أن ألقت قوات الحكومة القبض عليها مع جميع أقاربها.

الفقرة 64 – واستخدم التهديد بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي لنشر الخوف بين صغار الفتيات وأسرهن. ففي أواخر عام 2012، على سبيل المثال، عندما استولت القوات الحكومية على قرية الحراك بمحافظة درعا، بدأت تظهر كتابات على الحوائط تقول ”رجالكم في سجوننا ونساءكم على حجورنا“. وبعد بضعة أشهر، ذهبت القوات الحكومية إلى إحدى المدارس في الحراك. وعندما دخلوا إلى المدرسة طلبوا من الطالبات إبلاغ مقاتلي الجيش السوري الحر أنه لو بدأت المجموعة إطلاق النار فسوف يتم خطف الفتيات. وبعد ذلك أخرج الآباء البنات من المدرسة. وكان الاغتصاب والتهديد بالاغتصاب أيضاً من الأسباب التي استشهدت بها الأُسر لإرسال بناتهم إلى مخيمات النازحين في الخارج، أو هروب الأسر في محافظات حلب ودرعا وحماة وحمص.

الفقرة 65 – وتعرض الأطفال أيضاً للمضايقات والإهانات والتفتيش الذاتي في دمشق ودرعا وحمص. وفي نقطة تفتيش مخابرات القوات الجوية في درعا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 سألت الدوائر الأمنية فتاة صغيرة، كانت تسافر مع أمها، إن كانت قد تزوجت من قبل وهددوها بإجراء اختبار عذرية عليها. وفي حادثة منفصلة في حمص، تم إخراج 10 أولاد في سن تتراوح بين 14 و17 سنة من إحدى الحافلات عند نقطة تفتيش يديرها فرع الأمن السياسي وأُرغموا على خلع ملابسهم تماماً.

Back To Top