لا فناء لثائر ، التقرير الكامل لعام 2018

تقرير احصائي لشهداء محافظة درعا خلال العام 2018

منذ اندلاع الثورة السورية في محافظة درعا في مارس / آذار 2011 وحتى اليوم مازالت قوافل الشهداء لا تتوقف، آلاف من الشهداء وأساليب مختلفة من القتل لم يسلم منها مدني أو عسكري، وطالت حتى الجنين في رحم أمه. منذ تأسيس مكتب توثيق الشهداء في درعا أعلن انحيازه التام نحو الثورة السورية وعمل على توثيق شهداء الثورة من عسكريين ومدنيين. عمل يومي وجهد كبير يقوم به المكتب في سبيل الاحتفاظ ببيانات شهداء درعا، فاستطاع المكتب المحافظة على حياديته للثورة والإنسان رغم كل ما طال الثورة من تحزبات وانقسامات، ورغم انحراف عدد من الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة في درعا، وارتكاب بعضها لمجازر بحق المدنيين والتورط في عمليات القصف العشوائي، إلا أن ذلك لم يمنع مكتب توثيق الشهداء في درعا من الاستمرار بتوثيق الشهداء ممن تتسبب هذه الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة باستشهادهم، بالإضافة لتوجيه الاتهامات لها مباشرة والمطالبة بمحاسبتهم.

افتتح مكتب توثيق الشهداء في درعا بداية العام 2015 موقعه الرسمي ليقدم من خلاله نتاج عمله اليومي وليبقى محتواه أرشيفا مازالت فصوله الأخيرة لم تكتب بعد، يمكنكم من خلال الموقع التعرف على هيكلية مكتب توثيق الشهداء في درعا وضوابط وثوابت عمل المكتب، والاطلاع على تقارير يومية توثق شهداء أيام هذا العام بالكامل، كما يمكنكم الاطلاع على تقارير شهرية ونصف شهرية، بالإضافة لتقارير المجازر التي شهدها هذا العام، وغيرها من التقارير التي توثق الأعوام الأربع الماضية بالكامل.

رغم حالة الانهيار التي شهدتها الثورة في محافظة درعا في النصف الثاني من العام وسيطرة قوات النظام على كامل المحافظة، بعد انضمام الفصائل لما يسمى اتفاقية “التسوية”، توقفت العمليات العسكرية والقصف بشكل كامل، وتراجع عدد الشهداء والضحايا إلى الحد الأدنى منذ بدء الثورة السورية، لكن محاولات الإبقاء على الثورة مازالت تتفاعل بين الحين والآخر في محافظة درعا، فاختار المكتب “لَا فَنَاء لِثَائِر” كعنوان لتقرير السنوي الإحصائي، لشهداء محافظة درعا خلال العام 2018، لما له من إشارة لتواصل روح الثورة السورية في محافظة درعا رغم ما أصابها في هذا العام، ليُضاف هذا التقرير لمجموعة تقارير “سنابلٌ مِنْ الدَّمِ” لعام 2015، و “هُدُوءُ المَوْتِ” لعام 2016، و “مَوَاكِبُ العِزِّ” لعام 2017.

يبلغ عدد شهداء محافظة درعا خلال العام 2018: 787 شهيد بما يشكل 5.2 % من اجمالي عدد الشهداء منذ انطلاق الثورة وبانخفاض نسبته 14 % عن اعداد الشهداء خلال العام الماضي 2017، من بين هذا العدد الإجمالي للشهداء، تسببت الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة السورية باستشهاد: 21 شهيد، بما يشكل 2.6 % من اجمالي عدد الشهداء لهذا العام، كان معظمهم نتيجة سياستها بالقصف العشوائي للمناطق السكنية، حيث يتضمن هذا العدد شهداء حوادث القصف العشوائي، وإطلاق النار العشوائي بين منازل المدنيين، ولا يتضمن حوادث الاشتباكات، والضحايا تحت التعذيب، وعمليات الإعدام الميداني، حيث سيتم التطرق لها تفصيلًا ضمن فقرة الجرائم والجنايات في سياق هذا التقرير.

شكل الذكور ما نسبته 80.1 % من اجمالي عدد الشهداء، وكانت نسبه الأطفال بين الذكور 13.6 %، بينما كانت نسبة الإناث 19.9 % من إجمالي عدد الشهداء، ونسبه الطفلات بين الإناث 35.6 %.

شهد النصف الأول من العام استمرار تطبيق نظام خفض التصعيد والتهدئة في المنطقة، إلى أن شهد شهر حزيران/يونيو انهيار هذه الاتفاقية بشكل كامل وبدء قوات النظام لعمليات عسكرية تركزت في بدايتها في ريف درعا الشرقي ومدينة درعا قبل أن تتوسع إلى كامل المحافظة وتنتهي بسيطرة قوات النظام عليها، وساهمت هذه العمليات العسكرية في ارتفاع أعداد الشهداء خلال النصف الثاني بشكل كبير جدًا، حيث بلغت نسبة الشهداء خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 15.8 % من إجمالي عدد الشهداء فقط.

في توثيق الشهداء من العاملين في حقل عمليات الإسعاف والدفاع المدني، استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق استشهاد 9 شهداء من عناصر الإسعاف والدفاع المدني، أثناء تحركاتهم أو خلال أداء واجبهم في إسعاف الجرحى وانتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض، وكان من بين هؤلاء الشهداء 5 شهداء من فرق الدفاع المدني السوري، بالإضافة لشهيدة من العاملات في مجال القبالة القانونية، واستشهد غالبية الشهداء خلال شهر حزيران/يونيو حيث شهد بدء الحملة العسكرية على محافظة درعا وتركيز قوات النظام لاستهداف المشافي وتحركات فرق الإسعاف والدفاع المدني.

في توثيق الشهداء من العاملين في الإعلام كناشطين اعلاميين ضمن الهيئات والمؤسسات الإعلامية، وكناشطين مستقلين، ومراسلين ميدانيين، استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق استشهاد 3 شهداء من الناشطين الإعلاميين، من إجمالي 128 ناشط إعلامي شهيد، تم توثيقهم منذ بداية الثورة السورية.

خصص مكتب توثيق الشهداء في درعا قسمًا خاصًا لتوثيق المجازر التي ترتكبها قوات النظام ومختلف الأطراف الفاعلة في محافظة درعا، حيث شهد هذا العام توثيق 13 مجزرة، جميعها بعد بدء الحملة العسكرية على محافظة درعا خلال شهري حزيران/يونيو – تموز/يوليو 2018، ستة من هذه المجازر وقعت خلال الأسبوع الأخير من شهر حزيران/يونيو 2018.

خلال عام 2018، شهدت محافظة درعا انخفاضا ملحوظا في حوادث القتل والصراعات الداخلية، وذلك نتيجة سيطرة قوات النظام على كامل المحافظة خلال النصف الثاني من العام، فاقتصرت حوادث الجنايات والجرائم بما فيها الاغتيالات والاعدامات الميدانية على النصف الأول من العام، حيث طال عدد من هذه العمليات قياديين عسكريين بارزين ضمن الفصائل العسكرية وناشطين اعلاميين وفرق دفاع مدني ومدنيين.

يبلغ عدد ضحايا محافظة درعا خلال العام 2018 نتيجة جرائم القتل والاغتيال والصراعات المسلحة: 306 ضحية، ما نسبته 13.1 % من إجمالي الحوادث الموثقة منذ منتصف عام 2012.

بدأت قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية الروسية عملية عسكرية في التاسع عشر من شهر حزيران/يونيو 2018 لغاية الواحد والثلاثون من شهر تموز/يوليو 2018، انتهت بسيطرة قوات النظام على كامل محافظة درعا، حيث شهدت هذه الفترة الممتدة على ثلاثة وأربعون يوما أعلى معدل من الانتهاكات والمجازر والعدد الأكبر من الشهداء خلال العام كاملا.

خلال الحملة العسكرية على محافظة درعا كثفت الطائرات الحربية الروسية والطائرات الحربية والمروحية التابعة لقوات النظام من استهداف مدن وبلدات وقرى المحافظة بشكل مكثف، حيث يقدر مكتب توثيق الشهداء في درعا عدد الغارات الجوية والبراميل المتفجرة التي استهدفت محافظة درعا خلال أيام الحملة العسكرية بأكثر من 1500 غارة وبرميل متفجر، أدت هذه الهجمات لاستشهاد 209 شهيد من المدنيين بينهم 52 نساء بالإضافة لـ 67 طفل، حيث شكل هذا العدد من الشهداء ما نسبته 56.1% من إجمالي عدد الشهداء المدنيين خلال الحملة العسكرية.

انتهج النظام سياسية جديدة خلال هذا العام بحق المعتقلين ممن استشهد تحت التعذيب في السجون والمعتقلات، وتقوم هذه السياسية على إسقاط قيد السجل المدني للمعتقل وتحويله في السجلات الحكومية إلى حالة “الوفاة”، حيث وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا 68 شهيد من المعتقلين تحت التعذيب في سجون قوات النظام ممن تم تحويل قيدهم إلى حالة “الوفاة”، من بينهم 3 من اللاجئين الفلسطينيين.

نتيجة للانتشار الواسع للألغام ومخلفات القصف غير المتفجرة وعدم قيام قوات النظام بواجبها بتفكيك هذه الألغام وبشكل خاص في الشوارع التي تم إعادة افتتاحها من جديد، انتشرت حوادث انفجار الألغام ومخلفات القصف غير المتفجرة بشكل واسع في محافظة درعا، حيث أدت لاستشهاد 27 شهيد بينهم 3 نساء بالإضافة لـ 8 أطفال.

بموجب ما بات يُسمى بـ “اتفاقية التسوية”، انضم المئات من مقاتلي فصائل المعارضة سابقا لقوات النظام وشاركوا في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي وكذلك في منطقة تلول الصفا في محافظة ريف دمشق، بالإضافة للمشاركة في القتال ضد فصائل المعارضة على جبهات محافظات شمال سوريا.

وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا مقتل 35 مقاتل من عناصر “فصائل التسوية” ممن انضم لقوات النظام، من ضمنهم 5 من قادة الفصائل سابقا، سقط العدد الأكبر منهم في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، بالإضافة لمقتل 8 منهم في المعارك ضد فصائل المعارضة في محافظتي حماة واللاذقية.


للاطلاع على التقرير الكامل

pdf

Back To Top