مواكب العز ، التقرير الكامل لعام 2017

تقرير احصائي لشهداء محافظة درعا خلال العام 2017

منذ اندلاع الثورة السورية في محافظة درعا في مارس / آذار 2011 وحتى اليوم مازالت قوافل الشهداء لا تتوقف، آلاف من الشهداء وأساليب مختلفة من القتل لم يسلم منها مدني أو عسكري، وطالت حتى الجنين في رحم أمه. منذ تأسيس مكتب توثيق الشهداء في درعا أعلن انحيازه التام نحو الثورة السورية وعمل على توثيق شهداء الثورة من عسكريين ومدنيين. عمل يومي وجهد كبير يقوم به المكتب في سبيل الاحتفاظ ببيانات شهداء درعا، فاستطاع المكتب المحافظة على حياديته للثورة والإنسان رغم كل ما طال الثورة من تحزبات وانقسامات، ورغم انحراف عدد من الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة في درعا، وارتكاب بعضها لمجازر بحق المدنيين والتورط في عمليات القصف العشوائي، إلا أن ذلك لم يمنع مكتب توثيق الشهداء في درعا من الاستمرار بتوثيق الشهداء ممن تتسبب هذه الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة باستشهادهم، بالإضافة لتوجيه الاتهامات لها مباشرة والمطالبة بمحاسبتهم.

افتتح مكتب توثيق الشهداء في درعا بداية العام 2015 موقعه الرسمي ليقدم من خلاله نتاج عمله اليومي وليبقى محتواه أرشيفا مازالت فصوله الأخيرة لم تكتب بعد، يمكنكم من خلال الموقع التعرف على هيكلية مكتب توثيق الشهداء في درعا وضوابط وثوابت عمل المكتب، والاطلاع على تقارير يومية توثق شهداء أيام هذا العام بالكامل، كما يمكنكم الاطلاع على تقارير شهرية ونصف شهرية، بالإضافة لتقارير المجازر التي شهدها هذا العام، وغيرها من التقارير التي توثق الأعوام الثلاث الماضية بالكامل.

رغم حالة التراجع والتهدئة التي شهدتها الثورة في محافظة درعا في النصف الثاني من العام، نتيجة إعلان مناطق لخفض التصعيد والتهدئة، إلا أن العام ككل شهد تواصلًا للعمليات العسكرية والقصف وتحديدًا في النصف الأول منه، الذي شهد أكبر وأعنف المواجهات العسكرية في محافظة درعا منذ انطلاق الثورة السورية، وتواصلت قوافل الشهداء والتضحيات المسير مواكبًا، فاختار المكتب “مَوَاكِبُ العِزِّ” كعنوان لتقرير السنوي الإحصائي، لشهداء محافظة درعا خلال العام 2017، لما له من إشارة لتواصل الثورة السورية في محافظة درعا واستمرار تقديم التضحيات لعام جديد، ليُضاف هذا التقرير لتقريري “سنابلٌ مِنْ الدَّمِ” لعام 2015، و “هُدُوءُ المَوْتِ” لعام 2016،

يبلغ عدد شهداء محافظة درعا خلال العام 2017: 914 شهيد بما يشكل 6.3 % من اجمالي عدد الشهداء منذ انطلاق الثورة وبارتفاع نسبته 3.2 % عن اعداد الشهداء خلال العام الماضي 2016، من بين هذا العدد الإجمالي للشهداء، تسببت الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة السورية باستشهاد: 80 شهيد، بما يشكل 8.7 % من اجمالي عدد الشهداء لهذا العام، كان معظمهم نتيجة سياستها بالقصف العشوائي للمناطق السكنية، حيث يتضمن هذا العدد شهداء حوادث القصف العشوائي، وإطلاق النار العشوائي بين منازل المدنيين، ولا يتضمن حوادث الاشتباكات، والضحايا تحت التعذيب، وعمليات الإعدام الميداني، حيث سيتم التطرق لها تفصيلًا ضمن فقرة الجرائم والجنايات في سياق هذا التقرير.

شكل الذكور ما نسبته 87.7 % من اجمالي عدد الشهداء، وكانت نسبه الأطفال بين الذكور 9.2 %، بينما كانت نسبة الإناث 12.3 % من إجمالي عدد الشهداء، ونسبه الطفلات بين الإناث 36.6 %.

ساهمت بدء معركة “الموت ولا المذلة” في مدينة درعا في شهر شباط/فبراير واستمرارها إلى شهر تموز/يوليو من نفس العام في ارتفاع كبير في أعداد الشهداء خلال هذه الفترة من العام، قبل أن تشهد انخفاض ملموس مع إعلان نظام خفض التصعيد والتهدئة في المنطقة في شهر تموز/يوليو، والذي سنتطرق له بشكل مفصل في سياق هذا التقرير، فكان شهر حزيران/يونيو الأكثر بعدد الشهداء ويليه شهر شباط/فبراير، بينما كان شهري أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر الأقل بعدد الشهداء.

في توثيق الشهداء من العاملين في حقل عمليات الإسعاف والدفاع المدني، استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق استشهاد 9 شهداء من عناصر الإسعاف والدفاع المدني، أثناء تحركاتهم أو خلال أداء واجبهم في إسعاف الجرحى وانتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض، وكان من بين هؤلاء الشهداء 7 شهداء من فرق الدفاع المدني السوري بينهم رئيس الدفاع المدني في محافظة درعا ورئيس الدفاع المدني في بلدة بصر الحرير، الذي استشهد رفقة ثلاثة من زملائه إثر استهدافهم بعبوة ناسفة من قبل قوات النظام، أثناء توجههم لإسعاف الجرحى من إحدى الحوادث في محيط بلدة بصر الحرير.

في توثيق الشهداء من العاملين في الإعلام كناشطين اعلاميين ضمن الهيئات والمؤسسات الإعلامية، وكناشطين مستقلين، ومراسلين ميدانيين، استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق استشهاد 10 شهداء من الناشطين الإعلاميين، من إجمالي 124 ناشط إعلامي شهيد، تم توثيقهم منذ بداية الثورة السورية.

خصص مكتب توثيق الشهداء في درعا قسمًا خاصًا لتوثيق المجازر التي ترتكبها قوات النظام ومختلف الأطراف الفاعلة في محافظة درعا، حيث شهد هذا العام توثيق 8 مجازر، برز منها ارتكاب الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة السورية لـ 1 مجزرة نجمت عن انتهاجها لسياسة القصف العشوائي، كما ارتكبت طائرات التحالف دولي لـ 2 مجزرة في محافظة درعا للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية، وارتكب الطيران الحربي الروسي لـ 1 مجزرة، لتتقاسم قوات النظام والفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة السورية وطائرات التحالف الدولي، ارتكاب المجازر في المحافظة، حيث يعتمد مكتب توثيق الشهداء في درعا على تعريف المجزرة بأنها الحادثة التي تتسبب بمقتل سبعة أشخاص على الأقل في حادثة واحدة، لا يملكون فيها القدرة على الدفاع عن أنفسهم.

في التاسع من شهر تموز/يوليو تم الإعلان عن اتفاقية لخفض التصعيد في المنطقة الجنوبية، لإيقاف سلسة من الهجمات والمعارك العنيفة التي امتدت من شهر شباط/فبراير لغاية بداية شهر تموز/يوليو، وباتت هذه الاتفاقية بمثابة نقطة فصل بين منطقتين زمنيتين لهذا العام، اختلفت فيها احصائيات الشهداء بشكل كبير، حيث وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا للفترة ما قبل اتفاقية خفض التصعيد 701 شهيد، بينما وثق للفترة ما بعد الاتفاقية 213 شهيد بانخفاض معدله 70% في أعداد الشهداء، وانخفض عدد الشهداء نتيجة الاشتباكات ضد قوات النظام من 216 شهيد للفترة ما قبل الاتفاقية، إلى 38 شهيد للفترة ما بعد الاتفاقية، معظمهم استشهد في معارك خارج المحافظة. في ذات السياق كثفت قوات النظام من تنفيذ عمليات اغتيال بالعبوات الناسفة خلال الفترة ما بعد الاتفاقية، حيث وثق المكتب استشهاد 54 شهيد نتيجة استهدافهم بشكل مباشر بالعبوات الناسفة والصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام، بما نسبته 25% من عموم الشهداء للفترة ما بعد الاتفاقية.

واصلت الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المتنازعة في محافظات درعا، اشتباكاتها الواسعة في أكثر من منطقة في المحافظة، وبشكل رئيسي في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، حيث استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة، واستمرت هذه المعارك طوال العام، دون أي حسم نهائي لأي طرف من هذه الأطراف، واستمرت وتيرة الاشتباكات وارتفع عدد الأطراف المشاركة فيها عما كانت عليه في العام الماضي، حيث وثق قسم الجنايات ضمن مكتب توثيق الشهداء في درعا 408 ضحية من المقاتلين بما يشكل انخفاض مقداره 2.9 % عن عدد الضحايا من الاشتباكات خلال العام الماضي 2016.

لم تستطع الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة والهيئات العسكرية والأمنية المحسوبة على الثورة السورية أن تحد من وتيرة عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات عسكرية ومدنية وإعلامية، بشكل شبه يومي، حيث استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا من توثيق مقتل 160 ضحية نتيجة عمليات الاغتيال بانخفاض نسبته 5.4 % عن ذات الحوادث خلال العام الماضي 2016، ولكن مع ارتفاع واضح في عمليات الاغتيال التي نفذتها قوات النظام عبر العبوات الناسفة في مناطق التماس معها.

تورطت الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة المحسوبة على الثورة السورية في درعا، بعمليات اعتقال عشوائي وتغييب في السجون، ومارست هذه الأطراف جرائم التعذيب بحق المعتقلين، وصل بعضها إلى القتل تحت التعذيب، حيث استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا توثيق مقتل 10 ضحايا تحت التعذيب في سجون هذه الفصائل والأطراف المختلفة، بينهم 2 من الناشطين الإعلاميين.

شهد هذا العام ارتفاع كبير جدًا بعمليات الإعدام الميدانية، التي تورطت فيها الفصائل العسكرية والأطراف المسلحة الفاعلة في مناطق سيطرة المعارضة في محافظة درعا، بالإضافة لجهات مجهولة، حيث استطاع مكتب توثيق الشهداء في درعا من توثيق مقتل 128 ضحية نتيجة لعمليات الإعدام الميداني، بارتفاع مقداره 93 % عن العام الماضي، حيث وثق المكتب 68 ضحية منهم على يد جيش خالد بن الوليد لوحده، بينما تم توثيق 37 ضحية تم إعدامهم ميدانيًا على يد مجهولين.


للاطلاع على التقرير الكامل

pdf

Back To Top